تشهد اسعار النفط صعودا جنونيا في الاسعار، اذ تجاوزت حاجز 130 دولار للبرميل،و من المتوقّع ان يتجاوز 150 دولار في ظل المتقلبات السياسية التي يشهدها العالم.
في هذا الإطار انطلقت عديد الدول في العالم في البحث عن حلول بديلة لإنتاج طاقة نظيفة و لا تتأثر بأسعار النفط، مثل الطاقة الشمسية و الهوائية.
و برز ناقل جديد للطاقة و هو الهيدروجين و الذي سيكون له اهمية كبرى في المستقبل، اذ تقدر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن الهيدروجين سيغطي ما يصل إلى 12% من استخدامات الطاقة العالمية بحلول عام 2050 بقيمة سوقية ستتجاوز 10 تريليون دولار مدفوعاً بالحاجة الملحة لمكافحة التغير المناخي والتزامات البلدان بتبني طاقة صفرية الانبعاثات.
يعتبر الهيدروجين، الناتج من عدة عمليات كيمائية، في رأي جميع الخبراء، مصدر الطاقة المستقبلي، وإذا كان إنتاجه من فصل الوقود الأحفوري ملوثًا مثل الطاقات الأخرى، فإن إنتاجه من الماء والكهرباء يعتبر أنظف أشكال إنتاج. إذْ يمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر بالاعتماد على تقنية التحليل الكهربائي للماء. فيفصل المحلل الكهربائي جزيء الماء (H2O) إلى ثنائي الهيدروجين (H2) والأكسجين (O) دون أي تأثير على البيئة حيث لن يكون هناك انبعاث لغاز ثاني أكسيد الكربون أو ارتفاع لدرجات الحرارة، وهو السبب في الاحتباس الحراري الذي يهدد الكوكب.
يمكن للهيدروجين ان يكون محركا اقتصاديا مهما لتونس نظرا لمناخها الملائم للإنتاج و موقعها الجغرافي المتميّز، اذ ان الإتحاد الاروبي سيحتاج لإنتاج 40% من حاجياتها من الهيدروجين خارج منطقتها، مع العلم انه سيخصص مبلغ 470 مليار اورو للاستثمار في الهيدروجين الى سنة 2050.
في هذا الإطار،تم انشاء H2GHUB و هي منظمة دولية للتعريف بالهيدروجين متكونة من مجموعة من المستثمرين، النشطاء في المجتمع المدني و الإخصائيين في الطاقات المتجددة.
تم انشاء مكاتب للمنظمة في كل من تونس،سلطنة عمان و مصر، و تعمل على العمل مع جميع مكونات الصناعات البديلة الاخرى على استراتيجية وطنية للإقتصاد الأخضر و الإعداد لوثيقة الإستقلال الطاقي.
كما تعمل مع مختصين في مجالات اخرى على مثل السياحة ، على استراتيجية وطنية لتجعل من تونس علامة للسياحة النظيفة و التي تلقى اهتماما عالميا كبيرا.
ان الطاقات المتجددة و الهيدروجين على وجه الخصوص لها اهمية قصوى لجميع المجالات لما توفره من فرص للإستثمار و جعل تونس وجهة عالمية خضراء و محافظة على البيئة، فتونس عبر العصور كانت تكنّى بالخضراء، فهل سنشهد صحوة تمكننا من تجاوز ازماتنا والتطلع الى مستقبل افضل؟
Sources: https://mourassel.com/%D8%A8%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%B6%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7/?fbclid=IwAR1DRW3e3RHWEmtphVAdKBSZr8JjRjQomM5QPjiudK21Uxa2oplBMwXUkr4