تعرف اسعار النفط ارتفاعا جنونيا في الاسعار بتجاوزها لحاجز 116 دولار للبرميل في ظل الاوضاع العالمية المتوترة.
سيكون لهذا الارتفاع تأثيرا مباشرا على الاقتصاد التونسي الذي يعرف أصعب فتراته منذ عقود،
اذ اعدّت ميزانية 2022 بتوقع 70 دولار للبرميل الخام برنت مما سيخلق فجوة بأكثر من مليار دولار.
لذلك فقد آن الاوان للتفكير في استراتيجية وطنية الاستقلال الطاقي بدعم الطاقات البديلة والمتجددة التي تلقى اهتماما كبيرا من المستثمرين العالميين والدول الكبرى نظرا لأهميتها في السنوات القادمة.
من بين الحلول البديلة التي تلقى اهتماما كبيرا مجال الهيدروجين بمختلف تفرعاته
ما هو الهيدروجين الاخضر وماهي اهميته لتونس؟
وكيف يتم تصنيعه؟ وما هي أبرز مزاياه؟
الهيدروجين الاخضر هو ناقل للطاقة عالمي خفيف وعالي التفاعل
يجري إنتاجه عن طريق التحليل الكهربائي باستخدام آلاتٍ تعمل على تحليل الماء إلى الهيدروجين والأكسجين، دون أي نواتج ثانوية
الهيدروجين الاخضر قابل للتخزين: من السهل تخزين الهيدروجين، مما يسمح باستخدامه لاحقًا لأغراض أخرى وفي أوقات أخرى بعد إنتاجه.
قابل للنقل: يمكن مزجه مع الغاز الطبيعي بنسب تصل إلى 20٪ واستخدام نفس أنابيب الغاز والبنية التحتية.
سيكون للهيدروجين الاخضر اهمية كبرى في المستقبل اذ بحلول عام 2050، ووفقا للمصرف الاستثماري “جولدمان ساكس”، يمكن أن يوفر ما يصل إلى 25 في المئة من احتياجات الطاقة في العالم بسوقً قيمته 10 تريليونات دولار.
تكمن اهميته في انه يمكن ان يوفر لتونس حلول بديلة مهمة في مجالات مهمة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة كالنقل. فالهيدروجين متعدد الاستخدامات: يمكن تحويل الهيدروجين الأخضر إلى كهرباء أو غاز اصطناعي واستخدامه للأغراض المنزلية أو التجارية أو الصناعية أو التنقل (مثال لما يمكن ان يوفره للحافلات مثلا)
كما ان موقع تونس الاستراتيجي ومناخها الملائم لإنتاج الهيدروجين يمكن ان يكون عاملا مهما للمساهمة في معركة الاستقلال الطاقي وفرصة استثمار كبيرة تمكننا من تصديره الى بلدان العالم وخاصة اوروبا بحكم المسافات القصيرة نسبيا التي تفصلنا عن بعضنا البعض
في هذا الإطار اعلنت مجموعة من الجمعيات، النشطاء وخبراء في مجال الطاقة عن تأسيس H2GHUB وهي منظمة دولية تهتم بالطاقات البديلة والهيدروجين خاصة.
قامت المنظمة في مرحلة اولى بفتح مكاتبها في كل من عمان، مصر وتونس في انتظار التوسّع في بقية دول المنطقة.
وستعمل المنظمة على التعريف بالهيدروجين الأخضر عن طريق الدراسات والحملات الاتصالية، كما ستنظم دورات تكوينية ولقاءات مع شركات عالمية لخلق فرص استثمار في هذا المجال.
فهل ستتمكن تونس من الالتحاق بركب التقدم والعمل على استراتيجية وطنية للاستقلال الطاقي؟
Sources: https://www.tuniscope.com/ar/article/326469/arabe/iktisad/energie-012010?fbclid=IwAR0gbrRirFcBSFvb1Uw7scyOBqYHazw8O2pgu1ixujPHAELjWVIbVlS45Tw