تحضى منطقة شمال افريقيا باهتمام بالغ للمستثمرين بسبب مزاياها الجغرافية في إنتاج الطاقة المتجددة، التي تُعد محركًا رئيسًا لتكلفة الهيدروجين الأخضر، وداعمًا للتنمية الاقتصادية
وقد تطور الاهتمام بانتاج الطاقات المتجددة منذ توقيع اتفاقية باريس في 2015 واللتي وقّعت عليها 33 دولة افريقية،اذ قدّم الاتحاد الأوروبي إستراتيجيته الخاصة بالهيدروجين سنة 2020، واكد على التحول إلى الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050
لتحقيق هذا الهدف تشير اغلب التقارير الى اهمية افريقيا في انتاج الطاقات المتجددة ، فمن المتوقع أن تصبح أفريقيا الموقع الاستراتيجي لاقتصاد الهيدروجين الأخضر نظرًا إلى شساعة الأراضي، والقرب من منطقة الاتحاد الاوروبي ، ما يمكّن أفريقيا من ان تكون مركزًا مهما لتصدير الهيدروجين
سيكون الهدف الاكبر للاتحاد الاوروبي الاعتماد على نظام طاقة يعتمد على 50 في المئة من الكهرباء المتجددة، و50 في المئة من الهيدروجين الأخضر بحلول سنة 2050، لان أوروبا لن تكون قادرةً على إنتاج كل طاقتها المتجددة في أوروبا نفسها
لتحقيق هذا البرنامج ستكون اوروبا في حاجة الى 40% من حاجيتها من الطاقات المتجددة، من خارج الاتحاد الاوروبي،فلذلك وضعت اعتمادات كبيرة للاستثمار في الاقتصاد الاخضر و خاصة انتاج الهيدروجين
فتعمل ألمانيا، مثلا ،مع جمهورية الكونغو الديمقراطية والمغرب وجنوب أفريقيا على تطوير “الوقود الخالي من الكربون” للتصدير إلى أوروبا. وهي بصدد استكشاف المناطقالأخرى لإنتاج الهيدروجين الأخضر
كما دخلت في شراكة مع الحكومة المغربية منذ سنة 2020 لانتاج اول مصنع للهيدروجين الاخضر في شمال افريقيا
لقي هذا المجال اهتماما كبيرة لدى الحكومة المصرية، فعملت على انتاج اكبر مشروع لانتاج الهيدروجين الاخضر؛ومن بين مطوري المشروع شركات “سكاتِك” النرويجية، وفيرتيغلوب الإماراتية، وأوراسكوم المصرية، والصندوق السيادي المصري، كما وقعت الحكومة الموريطانية مذكرة تفاهم لتطوير تطوير الهيدروجين الأخضر 10 ميغاواط، المعروف باسم مشروع نور، مع شركة شاريوت البريطانية على مساحة 14 ألفًا و400 كيلومتر مربع
وتعمل دولة الجزائر على خارطة طريق وطنية سيتم اطلاقها بعد استكمال الدراسات اللازمة للجنة المكونة للغرض
لكن بعض الدول ورغم موقعها الاستراتيجي تلاقي عديد الصعوبات للإلتحاق بركب قطار الاقتصاد الاخضر
فتونس مثلا، و رغم الامكانيات وفرص الاستثمار الهائلة لا تزال في اول خطواتها متخلفة عن جيرانها في هذا المجال و يعود ذلك لعدة اسباب منها انعدام الاستقرار السياسي و عدم ايلاء الموضوع الاهمية الكافية من قبل الدولة
سيكون للطاقة المتجددة و خاصة الهيردوجين الاخضر اهمية بالغة خاصة مع المتغيرات السياسة اللتي يشهدها العالم، وهذا ما سيمكن القارة الافريقية و خاصة شمالها، ” من ان تصبح ”جنّة الاقتصاد الاخضر
لكن ذلك مرتبط بشكل اساسي بالارادة السياسية، والعمل على استراتيجية واضحة المعالم يتم وضعها من قبل مختصين و خبراء بالاشتراك مع الجهات الحكومية
كل الامل ان لا تفوت دول شمال افريقيا الفرصة اللتي يمكن ان تغير شكل المنطقة تغييرا جذريا